بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله،
أما بعد،
فإن هنالك سننا مهجورة عندما نسمع الآذان- وإن كنت مقصرا في الترديد خلف المؤذن- :
أولا : أن يقول مثلما يقول المؤذن:
والدليل:
حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن )[1] {رواه أصحاب الكتب الستة}
ثانيا : ( ويجوز بل يستحب أن يقول أحيانا : لا حول ولا قوة إلا بالله عندما يقول المؤذن ( حي على الصلاة حي على الفلاح )
والدليل:
حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إذا قال المؤذن : الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم : الله أكبر الله أكبر ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ثم قال : أشهد أن محمدا رسول الله فقال : أشهد أن محمد رسول الله ثم قال : حي على الصلاة قال : لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال : حي على الفلاح قال : لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال : الله أكبر الله أكبر قال : الله أكبر الله أكبر ثم قال : لا إله إلا الله قال : لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة ) رواه مسلم وأبو داود
ثالثا: ويجيب أحيانا حين يسمع المؤذن [ يتشهد ] –أي بعد الشهادتين- بقوله : ( وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا ) فإنه من قال ذلك غفر له ذنبه )
هو من حديث سعد بن أبي وقاص عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( من قال حين يسمع المؤذن ) فذكره وقال في آخره : ( غفر له ذنبه )
أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي
رابعا: ( ويجوز له أن يقتصر أحيانا على قوله: ( وأنا وأنا ) بدل قول المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله ) كذلك كان يفعل رسول الله صلى الله عليه و سلم.
هو من حديث عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع المؤذن يتشهد قال: ( وأنا وأنا )
أخرجه أبو داود والحاكم وقال:
( صحيح الإسناد ) ووافقه الذهبي
قال الشيخ الألباني: وهو على شرط مسلم.
..
ورواه ابن حبان في ( صحيحه ) كما في ( الترغيب ) وبوب عليه
باب إباحة الاقتصار عند سماع الأذان على: وأنا وأنا ). ذكره في ( فيض القدير ) وقال : ( أي يقول عند شهادة أن لا إله إلا الله : وأنا . وعند أشهد أن محمدا رسول الله : وأنا )
فإذا فرغ من الإجابة يصلي على النبي صلى الله عليه و سلم فإنه من صلى عليه صلاة صلى الله عليه بها عشرا
وفيه حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول : ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة ) رواه مسلم وأبو داود والنسائي
وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم دعاء الوسيلة فلا يعدل عنه كما لا يزاد فيه ولا ينقص فقال صلى الله عليه و سلم : ( من قال حين يسمع النداء :" ( اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته) حلت له شفاعتي يوم القيامة"
وهذه الفوائد من كتاب الشيخ الألباني "الثمر المستطاب" رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
---------------------------------------------
[1]وللشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى رأي آخر:
..قول النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول المؤذن " نقول مثل قوله إلا في جملتين فقط وهما حي على الصلاة. حي على الفلاح نقول : لا حول ولا قول إلا بالله. وفي صلاة الصبح إذا قال: الصلاة خير من النوم نقول : الصلاة خير من النوم كما قال ولكن أسأل لماذا لم تقل مثل ما يقول في حي على الصلاة حي على الفلاح. لأنه هو يدعونا إذ حي يعني أقبل. فلو قلنا نحن: حي على الصلاة معناه دعوناه أيضاً ونحن في البيت نتابعه تدعوه للبيت هذا ما يستقيم ولهذا كان المشروع في حقنا أن نقول : لا حول ولا قوة إلا بالله. وما معنى لا حول ولا قوة إلا بالله. معناها للاستعانة كأنك تقول في جواب المؤذن : سمعنا وأطعنا ولكننا نسأل الله العون.اهـ من مجموع الفتاوى (7/ 340- 341).
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.